السلامة الغذائية.. أولوية صحية عمومية:

السلامة الغذائية.. أولوية صحية عمومية:

تشكل الأغذية غير الآمنة أخطارًا صحية عالمية النطاق تهدد كل فرد، ومن المعرضين للمخاطر بوجه خاص الرُّضع، والأطفال، والمسنون، والأشخاص المصابون باعتلالات بالفعل. ويحصد مرض الإسهال المنقول بالغذاء أو الماء أرواح ما يقدر بمليوني شخص سنويًّا معظمهم من الأطفال، خصوصًا في البلدان النامية. وتُوجِد الأغذية غير الآمنة حلقة مفرغة من الإسهال وسوء التغذية؛ ما يهدد الحالة التغذوية للضعاف من الناس. وحيثما يغيب الأمن الغذائي يجنح الناس إلى التحول نحو نظم غذائية أقل صحة، ويستهلكون المزيد من الأغذية غير المأمونة، التي تشكل الأخطار الكيميائية والميكروبيولوجية وغيرها من الأخطار خطرًا على الصحة.

وينبغي أن تجعل الحكومات مسألة السلامة الغذائية من أولوياتها الصحية؛ حيث إنها تضطلع بدور محوري في وضع السياسات والأطر التنظيمية، وإنشاء وتنفيذ نظم السلامة الغذائية التي تضمن أن يعمل منتجو الأغذية على امتداد السلسلة الغذائية بصورة مسؤولة، وأن يمدوا المستهلك بأغذية مأمونة.

إن الغذاء يمكن أن يتلوث في أي نقطة من نقاط عملية إنتاج الأغذية وتوزيعها، وتقع المسؤولية الرئيسة عن ذلك على عاتق منتجي الأغذية. ومع ذلك فإن نسبة كبيرة من الإصابة بالأمراض المنقولة بالغذاء تتسبب فيها أغذية تم إعدادها أو مناولتها بشكل غير سليم في المنزل، أو مؤسسات الخدمات الغذائية، أو الأسواق. وليس كل القائمين على مناولي الأغذية أو مستهلكيها يدركون الأدوار التي يجب أن يقوموا بها، مثل تطبيق ممارسات النظافة الصحية عند شراء الأغذية، وبيعها، وتحضيرها؛ من أجل حماية صحتهم وصحة المجتمع المحلي عمومًا، فبإمكان كل فرد أن يسهم في تحقيق السلامة الغذائية. وترد هنا بعض أمثلة على الإجراءات الفعالة في هذا الصدد:

يمكن أن يقوم راسمو السياسات بما يلي:
إقامة وصون نظم وبنى تحتية غذائية ملائمة خاصة بالغذاء (مثل المختبرات) للاستجابة وإدارة المخاطر ذات الصلة المحدقة بالسلامة الغذائية على امتداد السلسلة الغذائية بأكملها، بما يشمل حالات الطوارئ.
تعزيز التعاون المتعدد القطاعات بين قطاعات الصحة العامة، وصحة الحيوان، والزراعة، وسائر القطاعات؛ من أجل تحسين التواصل والعمل المشترك.
إدراج مسألة السلامة الغذائية ضمن السياسات والبرامج الغذائية الأعم (مثل التغذية والأمن الغذائي).
التفكير من منظور عالمي، والعمل من منظور محلي؛ لضمان أن تكون الأغذية المنتجة محليًّا مأمونة دوليًّا.
ويمكن لمناولي الأغذية ومستهلكيها:
معرفة الغذاء الذي يستعملونه (قراءة بطاقات التعريف الموجودة على أغلفة الأغذية، وتحديد اختياراتهم على أساس المعلومات، والتعرف على الأخطار الغذائية الشائعة).
مناولة وإعداد الأغذية على نحو آمن، وتطبيق وصايا المنظمة الخمس؛ لضمان مأمونية الغذاء في المنزل، أو عند بيعه في المطاعم، أو في الأسواق المحلية.
زراعة الفاكهة والخضراوات حسب وصايا المنظمة الخمس الخاصة بزراعة فاكهة وخضراوات أكثر مأمونية للحد من التلوث الميكروبي.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة